الأحد، 10 يوليو 2011

احذروا مؤامرات الفلول


لما حدثت الثورة كانت مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون وقد ظهر ذلك جليا في التخبط الواضح الذي بدا على كل المهتمين بالشأن العام وكل ممارسي اللعبة السياسية التي كانت تمارس ضمن قواعد وقوانين حزب حسني وعصابته. فمنذ البداية راهنت الأغلبية الكاسحة من هؤلاء المهتمين والممارسين على مقدرة "عصابة اللانظام" على التغلب على ما اعتبروه حركة شبابية محدودة منفصلة عن الواقع ومستعيضة عنه بالواقع الافتراضي لفضاء الانترنت فلا قاعدة لها ولا تأييد من غالبية الشعب المطحون والمقتول بالسعي وراء الرزق الشحيح ليل نهار. وقد كانت تلك فرصة سانحة لهؤلاء الممارسين وأكثريتهم من المنتمين الى فصيلة الكائنات الطفيلية الرمية التي تقتات على الموت والتعفن الذي كان يسمى آنذاك "استقرار". فراح هؤلاء يحللون ويشرحون ويصنفون جثث الثوار إرضاء لسيدهم فهذا الثائر فلسطيني حمساوي وهذا ايراني من حزب الله وذاك امريكاني صهيوني الهوا. أما البلد فكلها أمان واستقرار والناس تسبح بحمد الزعيم والأب ويدعون الله أن يبقى فوق رقابنا دهورا. واللي مش مصدق يتفرج ع الفضائية المصرية. ولما طالت أيام الثورة ولم تفلح معها جيوش العادلي وقناصته ولما اتضح لهؤلاء الطفيليين أن لتلك الحركة الشبابية جذور ثابتة في تربة هذه البلاد وان واقعهم الافتراضي قد صار عالما كاملا ينبض بالحياة على ارض قد أماتها طول البوار ، فما كان من هؤلاء إلا أن قادوا معركة المصير ، معركة الرهان الأخير ، فجاءوا ببلطجيتهم ومسجليهم وكل ما امتلكوا من وسائل القتل والترهيب وهبوا على الثوار هبة رجل واحد ، ولان وعد الله حق ونصرة المظلوم التزام الهي ودماء الأبرياء الضعفاء المسالمين ليس لها ولي إلا هو عز وجل ، فسبحانه هزم الأحزاب وحده. فلا يمكن لأي عاقل أن ينكر أن ما رأيناه نحن والعالم اجمع على شاشات التلفاز بدءا من ظهر يوم الأربعاء 2 فبراير من صمود الثوار المعتصمين بميدان التحرير أمام هجمات جحافل من بلطجية الحزب المحروق والهاربين من السجون والأمن المركزي وضباط امن الدولة والمباحث والقناصة إلا انه من قبيل النصر الإلهي.

أما وقد حدث المحظور وسقط الزعيم والأب ، فكانت الأسئلة الذي بادرت إلى أذهان عصابة الطفيليين "لمن الميراث؟ من سيرث حكم فرعون حتى نكون أول الساجدين؟" اما كيف سينسى الناس دورهم المخزي قبل وأثناء الصورة وكيف سيتجاهل الجميع ماضيهم الملوث والمشين؟ فهذا ليس بالأمر العسير. فهذا الشعب مصاب بداء الزهايمر كما انه شعب يجيد التسامح والغفران. وبما أن موضة الأيام القادمة هي الديمقراطية والتنافس الحزبي فقد بدأ الفلول في مخططهم الجديد بنفي كل مالهم من علاقة بالحزب المحروق ورجاله وقادته وسارعوا إلى تقديم أنفسهم إلى الأحزاب الحديثة التأسيس لأنها ليست لها ذاكرة حزبية قد تظهر أسماءهم الملوثة على قاعدة بياناتها. ولأجل تنفيذ هذا المخطط فقد اجتمع السيد/ محمد عبد المحسن صالح أمين المجالس الشعبية المحلية وعضو مجلس الشورى المنحل عن الحزب المحروق مع عدد من قيادات الفلول بأسيوط ومدنها وقراها ووجه لهم التعليمات بتوزيع أتباعهم على الأحزاب الناشئة من اجل السيطرة عليها من الداخل وكذلك شدد على ضرورة تقديم الدعم المالي وتأسيس مقرات لهذه الأحزاب وتجهيزها دون أن يظهروا هم بشكل مباشر في هذه العملية القذرة.

ولأننا لسنا مصابون بالزهايمر ولأننا لن نسامح في دماء الشهداء ولأننا لن يستعبطنا احد بعد اليوم فقد قررت واجري على الله أن افضح هؤلاء الطفيليين والهلاميين من الفلول المتسترين تحت عباءة الأحزاب الوليدة والمتنكرين وراء قناع الوطنية والواثبين دون حق على ثورة هذا الشعب.

بادئ ذي بدء سأقوم بسرد قصة من الواقع القريب من كل المتابعين من أهل مدينتي الحبيبة "ابوتيج". القصة لواحد من فلول الحزب المحروق كان يشغل منصب "أمين وحدة حزبية". بدأ نشاطه الحزبي من أكثر من 15 سنة قضاها مؤيدا لمرشحي الحزب من أيام المرحوم الحاج عزت محروس مرورا بـ الحاج/ كامل مكي والحاج/ احمد متولي وانتهاءا بالعميد/ احمد سعد وكان ولاءه للحزب وعمله تحت إمرة الحاجة/ محاسن وضمانه لأصوات العزباوية في جيب الحزب محل إعجاب القيادات المحلية للحزب فكان ان أطلقوا عليه لقب "درع العزبة". وقام بعد ذلك بتأسيس أول وحدة حزبية لأهالي العزبة فكان يقوم بجمع البطاقات من الناس بحجة الحصول لهم على قروض ودعم للفقراء منهم ويقوم بتسجيلهم كأعضاء في الحزب دون علمهم ويدفع عنهم الاشتراكات السنوية طمعا منه في الحصول على مقعد في المحليات. ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي الدرع فما كان جزاء خدمة الغز إلا "عدة موبايل تعبانة" ورحلتين لتأييد السيد الرئيس في أسيوط و50 جنيه دعم من احمد عز للوحدة الحزبية. وبعد ما عمل المسيرات المؤيدة للعميد في العزبة واستقبله وفتح الساقع على حسابه وقاد عيال العزبة الحفيانين في مظاهرة تأييد وحب لأحمد بك فما كان من العقاربة بعد ما ركبوا إلا أن أزاحوه وضحك عليه حمادة سعد وجمد له نشاط الوحدة الحزبية بتاعته. ورغم كل ذلك ظل الدرع على عهده والتزامه الحزبي إلى اليوم. وبعد أن ابلغه المدعو/ حامد جعفر (الشهير بالثعلب المكار) مسئول التثقيف السابق في الحزب المحروق بتعليمات سيدهم محمد عبد المحسن ، سارع الدرع فورا إلى الانضمام إلى "حزب الجبهة الديمقراطية" ليمارس عمله كطابور خامس للفلول داخل معسكر الديمقراطية. ولكن كاميرا الثورة كانت له بالمرصاد فتم التقاط صورة له وهو يستمع لتعليمات الثعلب المكار ويبدو الدرع في الصورة حانيا رأسه وعيناه في الأرض مما يعبر عن مدى الولاء والطاعة لاوامر الثعلب.

وفي بوستات لاحقة سنتابع سرد المزيد من قصص الفلول وانتماءاتهم الحزبية الجديدة. والله الموفق والمستعان.

مقارنة واجبة

سؤال في دكة الملاحظة : قارن بين كل زوج من الاسماء والعبارات الآتية من حيث الشكل والمضمون والتوظيف السياسي

(محمد بديع ، صفوت الشريف) (عصام العريان ، علي الدين هلال) (خيرت الشاطر ، جمال مبارك) (حسن مالك ، احمد عز) (محمد الكتاتني ، مفيد شهاب) (محمد مرسي ، محمد عبد اللاه) (محمود عزت ، زكريا عزمي) (محمد البلتاجي ، عبد الرحيم الغول) (حمدي حسن ، احمد ابو عقرب) (رفيق حبيب ،ثروت باسيلي) (كاميليا حلمي ، فرخندة حسن) (حنان امين ، امال عثمان) (محمود سلطان ، ممتاز القط) (النظام الخاص ، وزارة الداخلية)) (اخوان اون لاين ، اللجنة الالكترونية) (نحمل الخير لكل الناس ، علشان تطمن على ولادك) (الاخوان هم اللي عملوا الثورة ، الحزب الوطني فيه 3 مليون عضو) (احنا معملناش صفقات مع الحزب الوطني ، الاخوان جماعة محظورة واحنا بتوع الشرعية) (الالتزام بقرارات مكتب الارشاد واجب شرعا ، الالتزام الحزبي واجب وطني) (مخالفة اوامر المرشد اقرب الى الحرام ، تنفيذا لتوجيهات السيد الرئيس) (الانتخابات اولا وعجلة الانتاج ، الاستقرار والوصول بسفينة الوطن الى بر الامان)

الأربعاء، 23 فبراير 2011

إخوان الوطني ولا الوطني إخوان

الاخوان المسلمون ... من هم ؟ أصحاب حق ولا فزاعه ، تاريخهم ناصع البياض ولا ملوث بالتآمر تارة وبالصفقات مع النظام البائد تارة أخرى ، ليهم كتير في الشارع السياسي ولا أغلبيتهم المزعومة منفوخة بناس كتير متعاطفة معاهم علشان عمل الخير مش شغل السياسة ، جماعة سياسية تدعو للحرية والدولة المدنية والتداول السلمي السلطة ولا جماعة دينية اقصائية تنوي الانقلاب على الجميع وإقامة خلافة اخوانية. هل يبدون ما يضمرون أم هم مثل الغير مأسوف عليه حسني اللي كان بيتمسكن لحد ما يتمكن. هل هم الوجه الآخر لعملة تم إيقاف التداول بها شعبيا ورسميا بعد أن تم حرق مبنى الحزب الوطني المشبوه.

من زمان وأنا اشك واشكك في نوايا جماعة الإخوان المسلمين. أراقب تحركاتهم السياسية واجمع ما أمكن من معلومات عنهم وعن تاريخهم (من الكتب مش من المرشدين). ولا استطيع أن أنكر انبهاري بنجاحهم كجماعة استطاعت الاستمرار والنجاح رغم عداء كل الأنظمة الحاكمة التي عاصرتها بداية من الملك وحكومة الوفد وانتهاء بحسني وعصابة لاظوغلي. لا احد ينكر انه ما من حزب او جماعة سياسية تعرضت لاضطهاد مثلما تعرضت له جماعة الإخوان المسلمين. وكذلك فأنني لا اخفي تقديري لكثير من الشخوص الذين تقدمهم الجماعة كرموز مشرقة تجذب الناس من حولها وأكاد اجزم أنني قد تملكت مني كاريزما الشيخ محمد عبد العزيز في الانتخابات السابقة فقمت بدعوة الكثير ممن اعرفهم للتصويت له رغم سخطي الشديد على موافقة الجماعة على التقدم بمرشحيها لهذه الانتخابات التي قاطعتها كل القوى الوطنية حتى لا تعطي أي شرعية لمجلس نيابي يزور إرادة الشعب ولكن كبارات الإخوان وافقوا على ما يبدو أنها صفقة أخرى مع كبارات النظام على غرار صفقة 2005 التي خانهم فيها النظام في الجولة الثالثة وكبح جماح تقدمهم بالاعتقال بل وحتى بالقتل حتى لا يتمكنوا من احتلال ثلث مقاعد المجلس كما كانوا يخططون.

ولكن ولان السياسة لعبة بقاء بالنسبة للإخوان فهم وافقوا على اللعب مع النظام البائد بمنطق براجماتي بحت لا يمت للوطنية بشئ ولان النظام على أصله الواطي على طول الخط فهو لم يعطهم فرصة الـ 88 مقعد وغدر بيهم من بدري وكانت "آخرة خدمة الغز" ولا كرسي واحد ولا حتى جولة إعادة. ولان "الدقة عند أختها دين" زي ما بيقولوا الناس الواطيين فان جماعة الاخوان لم تنسى تارها وغدرت بالنظام في مرض موته ويالها من غدره. فبعد ان تخاذلت عن الدعوة للتظاهر واوحت لاصدقائها السلفيين بتحريم التظاهر لانه خروج على الحاكم وهذا ما اعقبه بشكل مريب الافراج عن كثير من منتسبي الجماعة المعتقلين بل والمحكومين باحكام نهائية في قضية الشعارات الدينية في الانتخابات الاخيرة (راجع صحف القاهرة ايام قبل 25 يناير) ، الا ان الجماعة ما لبثت ان تلونت وتحولت بشكل دراماتيكي فدعت وشاركت بكل ثقلها في التظاهر بل وفي الصفوف الامامية بعد ان حقق وطنيو هذه الامة المستحيلة المفاجأة الغير متوقعة للجميع وكسروا ارادة قوى الشر في مواقع ايام 25 ، 28 يناير الشهيرة. (راجع تصريحات د. عصام العريان بداية من يوم 22يناير وحتى نهاية الثورة ربما تستوعب ما اقول جيدا). والادهى من ذلك فان الجماعة قامت بدهاء وانتهازية لا الومها عليها بالحصول على صك الشرعية من النظام قبل موته بأيام فجلست في لعبة الحوار الشهيرة مع عمر سليمان في القصر الجمهوري لتخرج بعد ذلك لتدير ظهرها له وتقول له "لسه فاكر كان زمااااااااااااااان".

يرجع مرجوعنا تاني لموضوعنا ، هل الإخوان مصدر قلق على الثورة أم رصيد استراتيجي لها؟ سؤال مطروح للنقاش على المستوى الوطني بل والمستوى المحلي. على المستوى الوطني يقول المؤيدون للإخوان إن الإخوان المسلمين جماعة وطنية تدعو لقيام الدولة المدنية وتدعم الديمقراطية والحريات وتنادي بالمواطنة والمساواة ولا خوف ابداً منهم مادام هناك دستور يحكم البلاد ويضمن الحكم غير الجائر للأغلبية من خلال انتخابات تعددية لا تقصي أحدا عن الترشح أو الانتخاب. ويقول المعارضون إن للإخوان أجندات سرية وان الطابع السري لأنشطتهم وفكرة النظام الخاص تجعل وطنيتهم تأتي بعد جماعتهم وان الولاء المطلق للمرشد وقرارات مجلس شورى الجماعة بالنسبة لأعضاء الجماعة هو اكبر واهم من الولاء حتى للوطن (مازال القسم على المصحف والمسدس مشهد يثير حفيظة ومخاوف الكثيرين رغم انهم حذفوا المسدس مؤخراً) . وكذلك فإن جماعة الإخوان المسلمين بطبيعة تكوينها هي تجسيد لمبدأ الإقصاء فهي جماعة تجند منتسبيها بنفسها بمعنى انك لن تستطيع أن تتقدم بطلب لعضوية الجماعة فيقولون لك كباقي الأحزاب "أهلا وسهلا هات صورتين وامضي ع الاستمارة وفوت بكرة على امن الدولة" ، إنهم لا يفعلون ذلك بل إنهم هم من يختاروا الأعضاء ويجندونهم إن وجدوا في ذلك مصلحة للجماعة. وكذلك فكلمة "المسلمون" هي بحد ذاتها اقصائية فهي تقتصر من يكون أخاً على المسلمين دون المسيحيين وهذه نقطة الضعف القاتلة بالنسبة للجماعة ، كما أن كلمة "إخوان" تشير إلى التمييز بين الذكر والأنثى وهذا يتنافى مع مبدأ المواطنة واللي راح التحرير وشاف الدور اللي لعبته الحريم هناك مايقدرش يتكلم عن مجتمع ذكوري ولا يدافع عن عدم وجود سيدات في مكتب الارشاد.

أما على المستوى المحلي فبالرغم من ان لا شخص يجرؤ على الخوض في سيرة الشيخ محمد عبد العزيز فللرجل سيرة ناصعة البياض لا يستطيع ان ينكرها حتى خصومه السياسيين ، فان البعض يدعون بأن الإخوان لا يختلفون في تركيبتهم كجماعة عن أي عائلة من العائلات التي فازت بمقعد الدائرة فجلست بمؤخراتها الثقيلة على هذه المدينة فلم يسلم أهل المدينة مما يصدر عن تلك المؤخرات من عمايل وسخة والأمثلة كثيرة ولا داعي للتجريح بذكر الأسماء (سواء كانت هذه العائلات بحري ولا قبلي ولا من القرى).

الحق يقال ان هذه الجماعة ودورها في الحياة السياسية لابد وأن يناقش بعناية من الجميع ولكنني اعتقد واكرر اعتقد (يعني هذا هو رأيي الشخصي الغلبان قوي) إن القلق الزائد من الإخوان وتصويرهم كبعبع سوف يقفز على السلطة فيقوم بتدشين خلافة إسلامية وينشئ أجهزة قمعية ويسيطر بها على مفاصل الدولة بشكل سرطاني كما فعل الحزب المحروق ، كل هذا هو من قبيل المبالغات الساذجة التي يروج لها جرذان النظام البائد ولا يحاول الإخوان تكذيبها لان في ذلك مصلحة لهم ولانتشارهم ، فكلما كثر الحديث عنهم وكيلت لهم الاتهامات كلما استمع الناس لهم وهم يدافعون عن أنفسهم ويبكون اضطهاد النظام لهم رغم أن النظام خلاص مشي. إنني اعتقد أيضا أن الشيخ محمد عبد العزيز (وهو شخص مظهره كمخبره لا يظهر للناس غير ما يضمر) لن يسمح ابداً أن يكون له أتباع من المرتزقة والشبيحة والهليبه وشعر الباط كما فعل الآخرون.

أما ما يدعوني للقلق فعلا فهو ان الإخوان رغم إعلان التزامهم بمبدأ الدولة المدنية ودعوتهم للديمقراطية والحرية والتداول السلمي للسلطة وممارستهم السياسة على كل أنواعها ( نقابات ومجلس شعب وسواقين ميكروباص) إلا أنهم لم يحددوا موقفهم جيدا من السؤال الملح "هل انتم حزب أم جماعة؟" سيردون بأنهم حاولوا مرارا في العهد البائد ويصرون الآن على محاولة إنشاء حزب يمارسون من خلاله السياسة كباقي الاحزاب شرعي ( وليس عرفي) . فهل لي من هذا المنطلق أن أتساءل يا سيدي الشيخ محمد عبد العزيز (إن وفقك الله ونجحت في الانتخابات وخطيت برجلك اليمين من باب المجلس الموقر وقرأت دعاء الدخول) هل ستكون حينها عضو جماعة الإخوان المسلمين الذي اقسم على المصحف بالولاء التام للجماعة (وليس المصحف والمسدس زي زمان) ولا نائب حزب الحرية والعدالة عن دائرة ابوتيج الذي سيقوم بأداء قسم الولاء للدولة المصرية كعضو في مجلس الشعب في جلسة المراسيم الأولى؟ هل ستكون مشاركتك وعملك التشريعي والرقابي هو صدى للإرادة السياسية لمكتب الإرشاد (مثلما كان أداء احمد سعد وعبد الرحمن وكامل مكي واحمد متولي وصلاح شلتوت وغيرهم هو صدى لتوجيهات فتحي سرور واحمد عز) أم انك قد تختلف مع هوى الجماعة وتصوت ضده إن استشعرت بضميرك وعقلك أن ذلك الهوى ليس في مصلحة البلاد والعباد؟ هل ستكون محمد عبد العزيز الاخواني أم محمد عبد العزيز النائب عن الشعب؟ فشتان الفرق بين الشخصين يا سيدي. الأول له كل التقدير ولكنني لن انتخبه ابداً. أما الثاني فهو شخص افتراضي لن يكون موجودا على ارض الواقع إلا عندما تقوم الجماعة بحل نفسها وينخرط أعضائها وغير اعضائها في الحزب المزمع تأسيسه دون وجود أي قسم بالولاء إلا للدولة المصرية. إنني لا اشكك في وطنية احد خاصة الشيخ محمد فالرجل أنظف من ذلك بكثير ولكنني أريد نائب يمثلني وليس عضو اقسم على الولاء لجماعة ..... أي جماعة.

السبت، 19 فبراير 2011

الحذر شعار المرحلة

السادة ثوار مصر الكرام

عندما بزغ فجر حريتنا الوليدة من اشد لحظات اليأس واظلم ساعات الليل الذي أطبق على حياتنا ورقصنا فرحا لرؤية السيد/ عمر سليمان يقرأ خطاب التنحي ومن ورائه السيد المحترم الذي لم يخبرنا احد عن دوره حتى الآن ، في تلك اللحظة لم أجد نفسي مطمئنا كما هو حال الكثيرين من أبناء وطني فأنا بطبعي إنسان يجيد القلق. حاولت مراراً أن أتناسى قلقي الفطري واندفع نحو الفرحة والاحتفال بالنصر ولكنني لم أستطع إلا أن أكثر من القلق.

فهذا الرجل "حسني مبارك" أجاد باحترافية شديدة لعبة الحاكم والمحكوم لثلاثة عقود واستطاع بمهارة يحسدها عليه كل بهلوانات السيرك الرقص على كل الحبال من اجل الإبقاء على مؤخرته ملتصقة بكرسي الحكم ، هذا الرجل لن يستسلم بسهولة ولن يقر بالهزيمة ويقر بانتصار شعبه الذي اعتاده خانعاً مسلوب الإرادة ولكن هذا الشعب انتفض ثائراً في لحظة صنع فيها تاريخه بنفسه واستعاد مفاتيح البلاد ممن سطا عليها دون وجه حق. لا أعتقد أبداً أن مبارك قد استسلم لهذا القدر.

إن مبارك ليس مجرد فرد أو أسرة ، واقتصار فكرة تغيير النظام على مجرد التخلص من رأس هذا النظام هو خطأ استراتيجي. مبارك هو مؤسسة تضم الكثيرين ممن نراهم ومن لا نراهم. المستفيدون من عصر مبارك والمتخوفون على مصالحهم مما سيأتي بعد هذا النظام ليسوا فقط "العادلي وعز وجرانة والمغربي" ومن يخططون للانقضاض على الثورة وتغيير مسارها ليسوا فقط "عمر سليمان ورجاله في المخابرات وذئابه في امن الدولة وكلاب الحزب المحروق" وهم جميعا باقون في جحورهم يعضون أناملهم من الغيظ على هذا الشعب الذي ثار عليهم واسترد ما كانوا يعتبرونه عزبة مملوكة لفرعنوهم الإله وابنه نصف الإله يجودان منها عليهم بما يشاءا وقتما شاءا.

كذلك فأنني أرى أن إغفال التأثيرات الخارجية على الشأن المصري هو أمر جد خطير. وأعتقد أيضا أننا مقصرين في دراسة ردود أفعال الآخرين ونياتهم تجاه مصر وثورة شعبها وكذلك موقفهم من الجيش وانحيازه للشعب. فالكيان الصهيوني لم يخفي امتعاضه من الأمريكان والأوربيين لعدم مساندتهم مبارك حتى النهاية ولتفويتهم الفرصة على سليمان للانقضاض على الحكم وقد ذكرت "ويكيليكس" أن الأمريكيين والإسرائيليين غير راضين بالمرة عن الجيش ودوره ولم يخفوا شكوكهم تجاه قادته.

إن انشغال الرأي العام بتتبع رؤؤس الفساد وذيوله لا يكفي لاستمرار الثورة. ولكن حماية مكتسبات الثورة يقتضي أيضا الانشغال بتتبع نوايا ومخططات أتباع مبارك والمستفيدين من نظامه في الداخل والخارج. ولذلك وان كنت اتهم نفسي أحيانا بالسوداوية وسوء الظن فإنني لا أعتقد أنني أبالغ إن أنا رأيت أننا نجازف كثيرا إن نحن اكتفينا فقط بمتابعة ما يجري الآن من تحقيقات تجريها النيابة العامة وأعمال لجنة تعديل الدستور ، وان نحن أهملنا مبدأ الشك في نوايا هؤلاء وتناسينا عن حسن ظن منا أن لهم قدرات هائلة وما زال في أيديهم الكثير من الإمكانات التي ينوون بلا شك تسخيرها للانقضاض على الثورة وهم من هم في عالم الدسائس والفتن والأعمال القذرة.

أيها الثوار الكرام ، لا يوجد في علم السياسة ما يسمى الصدفة. لذلك أرجو من الجميع الإبقاء على حالة اليقظة التامة ورفع درجات الاستعداد والقلق والانتباه إلى كل شاردة أو واردة مهما كانت صغيرة أو بدا أنها غير ذات شأن ، فالمرحلة شديدة الدقة والانتقال من حكم العصابة إلى حكم الشعب محفوف بالمخاطر.

حفظ الله مصرنا وثورتنا.

الخميس، 17 فبراير 2011

وهاصت الهيصة

الثورة قامت..... الثورة نجحت..... الريس مشي..... عايزين ريس غيره......
انا انا انا انا صدى صوت انا انا انا
الانتخابات خلصت..... والعضو نجح..... المجلس اتحل..... عايزين عضو جديد.....
انا انا انا انا صدى صوت انا انا انا
آه يا بلد.
حتى لما الموضه اتغيرت وبقي الشباب هم الفئة المؤثرة في مجرى الاحداث واصبح التمكن من استعمال التكنولوجيا وتطبيقات ثورة الاتصالات هو الوسيلة المباشرة للتواصل معهم فاننا نجد انفسنا امام نفس الشخوص الواطية ونفس الوجوه المثيرة للكآبة ونفس احلام السلطة المريضة ، بس بـ "يونيفورم جديد". يونيفورم الثورة......
قلع البدلة وقلع الكاب. واحنا زي العيال الصغيرين اللي اهاليهم بيقولولهم "بص العصفورة". رحنا وايدناه. ولما الدنيا اتغيرت وجه زمن النت والفيس بوك قلع الجلبية ولبس التي شيرت والجينز وشال في ايده لاب توب وفاكرنا زي ما احنا. هيقولنا تاني هأعملكوا كوبري واجيب لكم وظايف واطلع لكم عيالكم م المركز لما ياخدهم البيه المعاون اللي هو في الاساس باعته ياخدهم.
ولان المتلونون من ابناء الحزب المحروق والمنتسبين والراغبين في الانتساب اليه من اصحاب المصالح والحالمين بالسلطة والطامعين في اضافة بادج المجلس الى لوحات سياراتهم ، هم في الاساس ناس ما تستحيش فاننا لن نجد جنازة ولا فرح ولا طهور عيل الا وقد شرفه بالمجاملة الاجتماعية كل مشتاق من نفس العينة اللي كانت بتقرفنا ليل نهار قبل الماسوف على كرسيه السيد حسني مبارك ما يغور من وشنا.
فاكرين من كام شهر ، في فترة الاستعداد للانتخابات السابقة لما كانت المنادر مفتوحة للجميع والشاي والسجاير والمعسل ببلاش لكل الناس. والجنازات عمرانة بالمعزيين من سفلة القوم (اللي لابسين وش النزاهة والاحترام) وكل واحد من دول داخل الجنازة زي قائد كتيبة ووراه اركان حربه من العولتيه والشبيحة وشعر الباط. ولما كانت الشوارع والميادين مليانه بيافطات التأييد للسيد الرئيس وابن السيد الرئيس على شاكلة (مصر بتحب مبارك ومبارك بيحب مصر) وكذلك يافطات مشابهة لتأييد السيد البلطجي محافظ اسيوط فيما يقوم به من فرض اتاوات على التجار واصحاب المحلات والاكشاك وحتى قاطني المساكن الشعبية. فاكرين كل واحد من دول. يا ريت تفتكروهم واحد واحد وواحدة واحدة. لان الناس دول فاهمين ان احنا برياله او مصابين بالزهايمر. الناس دول فاكرين ان احنا هينضحك علينا تاني.
والمصيبة ان احنا شكلنا هينضحك علينا تاني.