الأحد، 10 يوليو 2011

احذروا مؤامرات الفلول


لما حدثت الثورة كانت مفاجأة لم يتوقعها الكثيرون وقد ظهر ذلك جليا في التخبط الواضح الذي بدا على كل المهتمين بالشأن العام وكل ممارسي اللعبة السياسية التي كانت تمارس ضمن قواعد وقوانين حزب حسني وعصابته. فمنذ البداية راهنت الأغلبية الكاسحة من هؤلاء المهتمين والممارسين على مقدرة "عصابة اللانظام" على التغلب على ما اعتبروه حركة شبابية محدودة منفصلة عن الواقع ومستعيضة عنه بالواقع الافتراضي لفضاء الانترنت فلا قاعدة لها ولا تأييد من غالبية الشعب المطحون والمقتول بالسعي وراء الرزق الشحيح ليل نهار. وقد كانت تلك فرصة سانحة لهؤلاء الممارسين وأكثريتهم من المنتمين الى فصيلة الكائنات الطفيلية الرمية التي تقتات على الموت والتعفن الذي كان يسمى آنذاك "استقرار". فراح هؤلاء يحللون ويشرحون ويصنفون جثث الثوار إرضاء لسيدهم فهذا الثائر فلسطيني حمساوي وهذا ايراني من حزب الله وذاك امريكاني صهيوني الهوا. أما البلد فكلها أمان واستقرار والناس تسبح بحمد الزعيم والأب ويدعون الله أن يبقى فوق رقابنا دهورا. واللي مش مصدق يتفرج ع الفضائية المصرية. ولما طالت أيام الثورة ولم تفلح معها جيوش العادلي وقناصته ولما اتضح لهؤلاء الطفيليين أن لتلك الحركة الشبابية جذور ثابتة في تربة هذه البلاد وان واقعهم الافتراضي قد صار عالما كاملا ينبض بالحياة على ارض قد أماتها طول البوار ، فما كان من هؤلاء إلا أن قادوا معركة المصير ، معركة الرهان الأخير ، فجاءوا ببلطجيتهم ومسجليهم وكل ما امتلكوا من وسائل القتل والترهيب وهبوا على الثوار هبة رجل واحد ، ولان وعد الله حق ونصرة المظلوم التزام الهي ودماء الأبرياء الضعفاء المسالمين ليس لها ولي إلا هو عز وجل ، فسبحانه هزم الأحزاب وحده. فلا يمكن لأي عاقل أن ينكر أن ما رأيناه نحن والعالم اجمع على شاشات التلفاز بدءا من ظهر يوم الأربعاء 2 فبراير من صمود الثوار المعتصمين بميدان التحرير أمام هجمات جحافل من بلطجية الحزب المحروق والهاربين من السجون والأمن المركزي وضباط امن الدولة والمباحث والقناصة إلا انه من قبيل النصر الإلهي.

أما وقد حدث المحظور وسقط الزعيم والأب ، فكانت الأسئلة الذي بادرت إلى أذهان عصابة الطفيليين "لمن الميراث؟ من سيرث حكم فرعون حتى نكون أول الساجدين؟" اما كيف سينسى الناس دورهم المخزي قبل وأثناء الصورة وكيف سيتجاهل الجميع ماضيهم الملوث والمشين؟ فهذا ليس بالأمر العسير. فهذا الشعب مصاب بداء الزهايمر كما انه شعب يجيد التسامح والغفران. وبما أن موضة الأيام القادمة هي الديمقراطية والتنافس الحزبي فقد بدأ الفلول في مخططهم الجديد بنفي كل مالهم من علاقة بالحزب المحروق ورجاله وقادته وسارعوا إلى تقديم أنفسهم إلى الأحزاب الحديثة التأسيس لأنها ليست لها ذاكرة حزبية قد تظهر أسماءهم الملوثة على قاعدة بياناتها. ولأجل تنفيذ هذا المخطط فقد اجتمع السيد/ محمد عبد المحسن صالح أمين المجالس الشعبية المحلية وعضو مجلس الشورى المنحل عن الحزب المحروق مع عدد من قيادات الفلول بأسيوط ومدنها وقراها ووجه لهم التعليمات بتوزيع أتباعهم على الأحزاب الناشئة من اجل السيطرة عليها من الداخل وكذلك شدد على ضرورة تقديم الدعم المالي وتأسيس مقرات لهذه الأحزاب وتجهيزها دون أن يظهروا هم بشكل مباشر في هذه العملية القذرة.

ولأننا لسنا مصابون بالزهايمر ولأننا لن نسامح في دماء الشهداء ولأننا لن يستعبطنا احد بعد اليوم فقد قررت واجري على الله أن افضح هؤلاء الطفيليين والهلاميين من الفلول المتسترين تحت عباءة الأحزاب الوليدة والمتنكرين وراء قناع الوطنية والواثبين دون حق على ثورة هذا الشعب.

بادئ ذي بدء سأقوم بسرد قصة من الواقع القريب من كل المتابعين من أهل مدينتي الحبيبة "ابوتيج". القصة لواحد من فلول الحزب المحروق كان يشغل منصب "أمين وحدة حزبية". بدأ نشاطه الحزبي من أكثر من 15 سنة قضاها مؤيدا لمرشحي الحزب من أيام المرحوم الحاج عزت محروس مرورا بـ الحاج/ كامل مكي والحاج/ احمد متولي وانتهاءا بالعميد/ احمد سعد وكان ولاءه للحزب وعمله تحت إمرة الحاجة/ محاسن وضمانه لأصوات العزباوية في جيب الحزب محل إعجاب القيادات المحلية للحزب فكان ان أطلقوا عليه لقب "درع العزبة". وقام بعد ذلك بتأسيس أول وحدة حزبية لأهالي العزبة فكان يقوم بجمع البطاقات من الناس بحجة الحصول لهم على قروض ودعم للفقراء منهم ويقوم بتسجيلهم كأعضاء في الحزب دون علمهم ويدفع عنهم الاشتراكات السنوية طمعا منه في الحصول على مقعد في المحليات. ولكن تأتي الرياح بما لا يشتهي الدرع فما كان جزاء خدمة الغز إلا "عدة موبايل تعبانة" ورحلتين لتأييد السيد الرئيس في أسيوط و50 جنيه دعم من احمد عز للوحدة الحزبية. وبعد ما عمل المسيرات المؤيدة للعميد في العزبة واستقبله وفتح الساقع على حسابه وقاد عيال العزبة الحفيانين في مظاهرة تأييد وحب لأحمد بك فما كان من العقاربة بعد ما ركبوا إلا أن أزاحوه وضحك عليه حمادة سعد وجمد له نشاط الوحدة الحزبية بتاعته. ورغم كل ذلك ظل الدرع على عهده والتزامه الحزبي إلى اليوم. وبعد أن ابلغه المدعو/ حامد جعفر (الشهير بالثعلب المكار) مسئول التثقيف السابق في الحزب المحروق بتعليمات سيدهم محمد عبد المحسن ، سارع الدرع فورا إلى الانضمام إلى "حزب الجبهة الديمقراطية" ليمارس عمله كطابور خامس للفلول داخل معسكر الديمقراطية. ولكن كاميرا الثورة كانت له بالمرصاد فتم التقاط صورة له وهو يستمع لتعليمات الثعلب المكار ويبدو الدرع في الصورة حانيا رأسه وعيناه في الأرض مما يعبر عن مدى الولاء والطاعة لاوامر الثعلب.

وفي بوستات لاحقة سنتابع سرد المزيد من قصص الفلول وانتماءاتهم الحزبية الجديدة. والله الموفق والمستعان.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق